يحثنا ديننا الإسلامي على الإهتمام بالأطفال كي يشبوا أصحاء أقوياء نشطين و لقد أوصانا الرسول صلى الله عليه و سلم في قوله .. " أطعموا نساءكم التمر ، فإن من كان طعامها التمر خرج ولدها حليما " . حيث أثبتت دراسة طبية أجريت لتفسير العلاقة بين الغذاء و بين السلوك و مدى تأثيره على إحساسنا بالإنفعالات و ذلك على عدد من الأطفال ذوي السلوك الشاذ أو العدواني أنه يحدث تحسن كبير في سلوكهم بعد تغير نمط غذائهم ، فبدلا من الأطعمة التي يفضلها الأطفال قبل و أثناء مرحلة المراهقة مثل الشوكولاتة و غيرها من الحلوى المحدودة القيمة الغذائية ، قدمت لهم أطعمة صحية مغذية ، و خاصة الفاكهة و من ضمنها التمر ، مما أسفر عن نتيجة مهمة و هي تفيد السلوك الشاذ لعدد من المشاغبين و العدوانيين إلى أطفال هادئين يستجيبون بسرعة للقواعد المنشودة و للسلوك المهذب و المتفق مع المراحل الحياتية التي يعيشونها .
و في دراسة أخرى أجراها فريق من العلماء حول الناقلات العصبية ، أي تلك المواد الكيميائية التي تساهم في نقل الإتصالات الجارية في أعماق المخ و بفضلها يصدر المخ أوامره إلى جميع أجزاء الجسم ، حيث أظهرت هذه الدراسة أنه يوجد في المخ مادة تسمى ( السيروتين ) تحد من الإنفعالات الضارة و تخفف الألم و تعيد الهدوء إلى النفوس التي يسيطر الإضطراب و القلق عليها ، و لقد أمكن زيادة ( السيروتين ) عن طريق تناول قطعة من الحلوى الطبيعية و المتمثلة في الرطب أو التمر . حيث أن بعض المواد الكيمائية المضافة إلى بعض الأغذية المصنعة تربك عمل بعض العمليات الحيوية في الجسم و بالتالي تؤثر على المخ .
و هناك سبب آخر لإعطاء الأطفال ، و خاصة الرضع منهم ، الرطب أو التمر ، هو احتوائه على الحديد و ما أقل ما يوجد في لبن الأم أو لبن البقر . و في دراسة أجريت بواسطة الدكتورة ( ألينور هوينتي ) خبيرة التغذية الإمريكية أن تشتيت ذهن الطفل و عدم التركيز في الدراسة و الإصابة بالقلق و العصبية يرجع إلى نقص عنصر الحديد مما يسبب نقص بعض أنزيمات المخ التي لها علاقة بوسائل الإرسال العصبي .